Grand public > مقالات عامة للتوعية النفسية > الفصام و الرعاية الإجتماعية

الفصام و الرعاية الإجتماعية


      لا يمكن علاج مريض الفصام بكفاءة دون معرفة و اعتبار خلفيته الاجتماعية و لهذا السبب يجدر بالطبيب المعالج أن يجمع أكبر قدر من المعلومات عن أسرة المريض وأحواله المنزلية، فالمريض الذي ينتمي إلى أسرة تتميز بالروابط الوثيقة والحرص على دعمه و مساعدته، من المحتمل أن تجعل المريض يحرز تقدما ملموسا في العلاج قد يفوق بشكل أكبر تقدم علاج المريض المنعزل اجتماعيا أو الموجود ضمن أفراد أسرة يسودها التنافر وعدم الوفاق. و لذلك فإنه من المفترض أن تكون الرعاية الاجتماعية أكثر شمولا من الرعاية بالمستشفى. كما تهدف الرعاية الاجتماعية لمريض الفصام تفادي استشفائه فترة طويلة ما أمكن تجنبا لحدوت التبلد الانفعالي الذي قد يظهر على المريض في ما بعد. و قد يحدث شيئا غير مرغوب فيه و هو في غاية الخطورة و الذي يتمثل في إهمال المريض في حالة انعدام الاتصال بين الأفراد المشتركة في رعاية المريض و المتمثلة أساسا في الفريق الطبي أو المعالج وأهل المريض .

      وهناك أمور أخرى عديدة يجدر متابعتها لدى المرضى بعد خروجهم من المستشفى فلا يكتفي فقط بمتابعة حضورهم إلى العيادة الخارجية بين الفينة و الأخرى لتلقي المزيد من العلاج،كما إن أسرة مريض الفصام بحاجة إلى أكثر من مجرد التطمين حيت أن وجود فرد في العائلة مصاب بالفصام يمكن أن يسبب كثيرا من الاضطراب و أن يثير أنواع الاستجابة الانفعالية لديهم اتجاه المريض و لذلك يجب على المعالج توعية الأسرة بطبيعة المرض و أسبابه المحتملة و مآله و أساليب علاجه الدوائية و الغير الدوائية، و ضرورة تناول المريض للعلاج و انتظامه في برامج التأهيل, ان قررها الفريق المعالج, إضافة إلى تجنب انتقاد المريض و كذلك أيضا عدم الإغراق في تشجيعه على فعل بعض الأمور التي قد يعجز عنها, فيشعر بالإحباط. كما يجب على المعالج ضبط طموح أسرة المريض و جعلهم يقبلون الواقع فلا يكونون مثاليين في توقعاتهم حول مستقبل المريض الدراسي و الوظيفي والاجتماعي. و إذا ما تجاهلنا ذلك وأخرجنا المريض من المستشفى إلى أسرة غير مهيأة له، فإننا بذلك نمهد لإعادته إلى المستشفى بشكل سريع. و لعل من أسباب دلك تردد الطبيب في مصارحة أهل المريض بطبيعة المرض و مآله أو المبالغة في احتمال الشفاء، مما يعزز لديهم الإغراق في تشجيع المريض لفعل أمور قد تفوق قدرته، و هدا قد يزيد من احتمال حدوث الانتكاسة، على الرغم من عدم رغبتهم في ذلك كما قد يحدث العكس عندما يهمل المريض ولا يتلقى أي اهتمام من قبل أسرته.

      ورغم صعوبة علاج مريض الفصام في بعض الأحيان إلا أنه بالإمكان تجنب ازمان المرض إدا تم التركيز على تعزيز روابط المريض بالواقع من خلال ربطه بالمجتمع عموما و تيسير عودته إليه حالما يكون دلك ممكنا بصورة معقولة و كذلك الحرص على إعادة تأهيله [كنموذج مركز النور1] ليصبح المريض مؤهلا المجتمع.

 

مركز النور لتأهيل و إدماج و مرافقة المرضى النفسانيين : يهتم بتأهيل و إدماج هده الفئة بجهة فاس بولمان

  • د. الحواري فاطمة
  • المركز الاستشفائي الجامعي
  • فاس
  • في : ‏02‏/04‏/2013

Affichage Affichages : 2620

Recherche