دور العائلة في علاج مرض الفصام
دور العائلة في علاج مرض الفصام
Dr : El Houari fatima
للعائلة دور مهم في هذا المرض خلافا لكثير من الإمراض التي يتولى فيها المريض شأن مرضه. وهدا يتداخل ويتطور حسب مراحل المرض.
1-دور العائلة في اكتشاف المرض :
وهدا أمر في غاية الأهمية ، فلا بد أن تنتبه العائلة للتغيرات التي تحدث عند الإنسان خصوصا المفاجئة منها ، مثل العزلة الغير مبررة ، أو التدين المبالغ فيه، أو العصبية أو النرفزة بدون أسباب موجبة، بالإضافة إلى الخوف والحذر الزائد، والإهمال في العمل والدراسة والابتعاد عن العلاقات الاجتماعية، إن مثل هده التغيرات قد تكون مؤشرا للفصام أو غيره من الأمراض النفسية، والعائلة لابد أن تتدخل، تسأل عن التغير وتحاول ألاستماع وإظهار الاهتمام بالمريض وقد تكون هذه مؤشرات لمشاكل أخرى كالإدمان أو لاكتأب أو غيرها، و اذا لم تفلح العائلة في التفاهم مع المريض، فعلى أفراد ألعائلة استشارة طبيب نفسي في الموضوع، الذي يحدد بدوره الأسلوب الذي سوف يتبعه لعلاج المريض سواء في المستشفى أو في البيت، وفي بعض الحالات قد يتطلب الموقف التدخل الحاسم وخصوصا عند ظهور بوادر العنف والمقاومة، وفي كل هدا تكون العائلة في حالة ثأتر وضغط كبير، وعليها تحمل الاجراءت الطبية من إعطاء العلاج بالقوة أو إدخال المريض للمستشفى والتعاون مع الفريق المعالج للخروج من ألازمة والانطلاق في العلاج
2- دور العائلة عندما يكون المريض في المستشفى
وهنا لابد أن ننوه إلى أن زيارة المريض في مثل هده الحالات ، فهي ليست كزيارة مرض القلب أو العمليات الجراحية فقد تكون التوهمات والشكوك كلها مركزة على أفراد العائلة ، وزملاء العمل وقد يكون من المناسب أن يحدد الطبيب المعالج وقت الزيارة و من يزور المريض ومن لا يزوره ، حسب تقدم حالته، ولابد للعائلة أن تتعاون مع هده التعليمات ، وكذلك مع التعليمات التي يعطيها الطبيب بخصوص الحديث عن الأوهام و الهلاوس، وبعد استقراره قد يصرح له بإجازات قصيرة للخروج مع الأهل حثي يتم اختباره في البيئة الطبيعية كل هده الأمور مهمة وتلعب دورا رئيسا في الوصول لدرجة مطلوبة في أسرع وقت.
3-دور العائلة في البيت
سواء دخل المريض المستشفى أم لم يدخل فإن هناك أمور كثيرة في البيت لابد من أخدها بعين ألاعتبار ففي الحالات الحادة التي يشفى منها المريض ويتحسن ويعود لعمله يكون دور العائلة مهما في مراقبة العلاج ومتابعته دون إحراج المريض ودون استعمال كلمات جارحة وإبقاء الأمر شخصيا سريا قدر الإمكان . أما في الحالات المزمنة فعلى العائلة دور أكبر، فالمبدأ في التعامل مع الحالات المزمنة والأعراض السلبية هو أن لا تكون الأسرة كثيرة الانتقاد والتدخل والعدوانية، ولا يكون التعبير العاطفي مرتفعا مما يزيد من ألانتكاسات، ولا تكون العائلة سلبية ولا مبالية، تترك المريض لوحده ساعات طويلة وتحاول أن تحثه على أي شيء، فالحل هو الوسط، أن تتابع أمور المريض دون التدخل في التفاصيل ودون إظهار عداوة والتخفيف من النقد وحثه بحزم و احترام على الاهتمام بنفسه ونظافته وعلاجه، وحثه على التخفيف من السجائر والقهوة، بالتالي فإنه إدا قرت العائلة أن تخرج في عطلة فالصحيح أن لا تصر و تأكد و تشدد عليه بالخروج مع العائلة لدرجة إجباره وإكراهه، و لا يسأل فيرفض فيترك، لا بد من اقتراح الرحلة و تشجيعه بكل الوسائل دون إشعاره بالضغط عليه، و بدلك تكون العائلة تمسك العصا من الوسط و تقيم التوازن.
4-دور العائلة في الانتكاسة :
عند ملاحظة العائلة لمظاهر التغيير في حرف المريض، فلابد أن تسارع للاتصال بالطبيب و تعرض عليه التغيير، ومع تكرار الانتكاسة يجب أن تكون العائلة أكثر دراية ببوادر الانتكاس، وعدم التراخي في الوصول إلى العلاج و إجراء اللازم .
5-دور العائلة في الأعراض الإيجابية :
كثيرا ما تقحم العائلة نفسها في مجادلات مرهقة و نقاشات عميقة حول الهلاوس و الأوهام والشكوك، و تقضي الأسرة دورا كبيرا في محاولة تغيير هده الأفكار و دلك لعدم معرفتهم أن هده الأفكار في تعريفها أنها لا تزول بالنقاش المنطقي. وقد يسأل المريض الأهل الكثير من الأسئلة المحيرة، مثل خلق الله، ولمادا لا أكون أنا النبي، و كيف يكلمني رب العالمين و لا تسمعونه، و لمادا تتآمر علي الدولة، ويفضل إدا لم تكن لديهم إجابة ألا يجيبوا و ينصحون بالاستفسار من الطبيب أو أحد أفراد الفريق المعالج وإذا كان ليدهم إجابة فيقولونها وإذا رفضها المريض فلا داعي للتوتر و النقاش الحاد.
6-دور العائلة في رعاية المريض:
هناك من المرضى من يبقى مستقلا معتمدا على نفسه قادرا على تسير أموره فليترك باستقلاليته، أما بعض المرضى فإنهم يكونون في حاجة للرعاية و المتابعة الدائمة، و المساعدة في أمور الحياة اليومية و حل المشاكل الاجتماعية وفئة قليلة من المرضى قد تكون معتمدة كل الاعتماد على لأسرة، و السياسة الصحيحة هي محاولة ترك بعض الاستقلال و الحرية و الاعتماد على النفس على قدر ما تسمح به الحاجة.
