الاكتئاب
الاكتئاب
المقدمــة
الاكتئاب هو شعور الإنسان بالحزن والكدر واليأس وفقدان الاهتمام وعدم القدرة على الاستمتاع بأي شيء سار أو ممتع، فمريض الاكتئاب يفقد الشهية والرغبة لكل ما كان يشتهيه من قبل بل لا يجد حلاوة أو لذة لأي شيء في حياته كما كان من قبل.
أعراض الاكتئاب
من أعراض وعلامات الاكتئاب
- الشعور بالحزن والضيق واليأس وهو ما يطلق عليه المزاج الاكتئابي
- فقدان الاهتمام والقدرة على الاستمتاع بمباهج الحياة
- اضطراب الشهية وفقد الإحساس بطعم ونكهة الطعام فهو يأكل فقط لأنه اعتاد على ذلك
- و قد يصاحب فقدان الشهية نقص في الوزن.. مع ملاحظة أن بعض مرضى الاكتئاب يزداد إقبالهم على تناول الطعام ولكن من دون الشعور بلذة الطعام كما كانوا من قبل
- اضطراب النوم بالزيادة أو النقصان ولكن في الغالب يحدث الأرق وخاصة عند كبار السن، مع المعاناة من الأحلام المزعجة والنوم المضطرب.
- تناقص النشاط الحركي والطاقة وشعور المريض بالكسل وسرعة التعب
- صعوبة التركيز ونقص القدرة على التفكير المنظم مما يتسبب في كثرة الشرود الذهني وهو ما قد يؤدي إلى رسوب بعض الطلاب أو فشل بعض الموظفين في أداء أعمالهم.
- وفي بعض الحالات الشديدة ينتاب المريض شعور بالذنب والإثم وعدم قيمة الذات , رغم عدم اقتراف المريض لأي أعمال تدعو لمشاعر الذنب هذه.. ولكنه يرى أنه المسئول عن كل ما يحدث حوله من مصائب وآثام .
- كثرة التفكير بالموت، وعدم قيمة الحياة، وعبثية الوجود، وتمنى الموت.. بل أحياناً الإقدام على الانتحار فى حالات الاكتئاب الشديدة.
- وموضوع الانتحار يجب أن يؤخذ مأخذ الجد عند وجود أى دلالات أو أعراض اكتئاب لأن الثابت أن 15% من مرضى الاكتئاب ينتحرون، وان مريض الاكتئاب إذا صرح أو ألمح بالرغبة فى الموت فانه قد ينفذها وينتحر بالفعل .
يجب إستبعاد الحالات التالية عندما يتم تشخيص نوبة إكتئاب
- تعاطي المخدرات - الإدمان -
- تعاطي بعض أنواع من الأدوية تسبب هذه الأعراض.
- زيادة هرمون الغدة الدرقية.
- إرتباط الأعراض بفقدان عزيز.
- ملحوظة- إذا فقد الإنسان عزيز أو غالي فإنه يعاني بشكل طبيعي من بعض هذه الأعراض ولكن إذا استمرت هذه الأعراض لمدة أطول من شهرين إلى أربعة أشهر أو كانت مصحوبة بمحاولات إنتحار أو أعراض ذهانية كالهلاوس و الضلالات فإننا نقوم بتشخيص هذه الحالة على أنها إكتئاب>.
أسباب حدوث الإكتئاب
يحدث الاكتئاب بسبب اجتماع عدة عوامل وراثية ، كيميائية ، بيئية ، و نفسية
تشير الدراسات إلى أن الحالات الإكتئابية هى اضطرابات دماغية . و قد أظهرت الوسائل التكنولوجية الحديثة مثل تصوير الدماغ بالرنين المغناطيسى أن أدمغة المصابين بالإكتئاب تبدو مختلفة عن أدمغة غير المصابين بالإكتئاب
و يبدو أن أجزاء الدماغ المسئولة عن تنظيم الحالة المزاجية ، التفكير ، النوم ، الشهية ، و السلوك تعمل بطريقة غير طبيعية . بالإضافة إلى ذلك ، فإن الناقلات العصبية ( السيروتونين و النور أدرينالين...) و هي مواد كيميائية تستعملها خلايا الدماغ للتواصل فيما بينها – تبدو غير متوازنة. و لكن هذه الصور لا توضح بشكل جلي أسباب حدوث الإكتئاب
تميل بعض أنواع الإكتئاب للحدوث عند بعض العائلات ، مما يوحى بوجود سبب وراثي . و لكن هذا لا يمنع إمكانية حدوث الإكتئاب عند بعض الأفراد دون أن يكون لديهم أفراد مرضى من نفس الأسرة . بالإضافة إلى ذلك ، فإن الظروف البيئية و الإجتماعية و الإقتصادية و المسببة للتوتر قد تكون سببا في حدوث نوبة الإكتئاب . وفي بعض الحالات لا يوجد أسباب واضحة لظهور النوبات الإكتئابية .
عوامل إجتماعية و نفسية
أولاً: الأحداث اليومية و الضغوط الإجتماعية
لوحظ أنه قبل ظهور المرض يكون المريض قد تعرض لضغط إجتماعي لفترة طويلة وقد يفسر العلماء هذا بأن هذا الضغط الذي استمر لفترة طويلة قد أحدث تغيراً عضوياً في مخ المريض الذي بدوره أدى إلى ظهور المرض و هذه التغيرات تؤدي إلى تناوب المرض لديه حتى و إن اختفى المسبب.
اختلف الأطباء حول إرتباط الأحداث الإجتماعية بظهور الإكتئاب.. فمنهم من أكد على أن لهذه الأحداث دور محوري في ظهورالمرض..
و قد أوضحت الإحصائيات أن فقد أحد الأبوين قبل سن الحادية عشرة متعلق بظهور الإكتئاب و أيضاً فقد الزوج أو الزوجة له دور في ظهور الإكتئاب و أيضاً فقد الوظيفة لثلاث مرات متكررة يعد من أشهر الأسباب التي تؤدي إلى ظهور مرض الإكتئاب.
ثانياً: العوامل الشخصية
بعض الشخصيات تكون معرضة للإصابة بالإكتئاب أكثر من البعض الآخر...مثل الشخصية الو سواسية و الهستيرية كما أن الشخصية الحدية (borderline) تكون أكثر عرضة للإكتئاب من الشخصيات الضد الإجتماعية أو البارانوية, و كذلك الشأن عند مرضى عسر المزاج cyclothymie يكونوا أكثر عرضة للإصابة باضطراب الإكتئاب الحاد و اضطراب ثنائي القطب.
ثالثاً: العوامل النفسديناميكية المؤثرة في الإكتئاب
وهى مجموعة من النظريات تتضمن
اضطراب في علاقة الأم بالطفل في فترة الرضاعة و هذه المرحلة تكون في السن من 10-18 شهر تزيد من قابلية الطفل لتعرض للإكتئاب فيما بعد.
الإكتئاب مرتبط بفقد شئ عزيز سواء أكان حقيقياً أم خيالياً
الإكتئاب يستند إلى فرضية أن تطور النفس يحتاج إلى إشباع الإحتياجات النفسية للطفل من قبل الأب و الأم حيث أن إشباع هذه الإحتياجات يدعم الثقة بالنفس و تكامل الشخصية..و عندما لا تشبع هذه الإحتياجات يفقد الشخص ثقته بنفسه و يكون عرضة للإكتئاب.
يعتقد أن فقدان الطفل لأحد أبويه و للحضن الدافئ يعرضه بعد ذلك للإكتئاب حيث أن فقدانه للأشياء فيما بعد يوقظ عنده المشاعر السلبية التي تولدت في فترة الطفولة نتيجة ذلك الحرمان و هذا بدوره يؤدي إلى الإكتئاب.
هذه النظرية التحليلية النفسية المعتمدة من طرف سيغموند فرويد وكارل إبراهام لم تعد تحظى بالقبول لدى غالبية الأطباء النفسانيين.
رابعا : النظرية المعرفية-السلوكية
وهي من النظريات التي أخذت حيزا كبيرا من إهتمام الباحثين ولاقت رواجا كبيرا في مراكز الأبحاث
يمكن تقسيم الإضطراب المعرفي في مرض الإكتئاب إلى خلل في نظرة الشخص:
لنفسه - نظرة سلبية -
للعالم أو البيئة المحيطة - نظرة إعتمادية أو عدوانية -
للمستقبل - توقع الفشل و المعاناة -
يعتمد على هذه النظرية عند القيام بالعلاج المعرفي لمريض الإكتئاب حيث يكون الهدف تعديل هذه النظرة والعمل على إحداث تغيير إيجابي للسلوك و الأفكار و المشاعر
توقيع : د.محمد البريمي
Affichages : 3230