كيفية تجنب حدوث الإنتكاسة لدى المريض الذهاني
في كثير من الأحيان تحدث إنتكاسات لدى المريض الفصامي ، عبارة عن معاودة الأعراض المرضية و الإضطرابات السلوكية للظهور من جديد ، وذلك بسبب العديد من العوامل و الأسباب المتعلقة بطبيعة المرض نفسه أو بسبب المريض ومواقفه من المرض و العلاج أو بسبب البيئة المحيطة بالمريض ومواقفها منه ومن المرض النفسي بشكل عام .
ولكي نتجنب تلك الإنكاسات والصراع مع المريض ومرضه يمكن القيام ببعض الإجراءات البسيطة التــاليــة:
ـ توفير مناخ منظم واضح المعالم ، متسامح ، مساعد و قليل التوتر للحد الأقصى. وضع توقعات واضحة وفي المتناول للنمط السلوكي المطلوب و إعادة تقيمها بعناية. حدد لقريبك المريض المهام والأنشطة بشكل واضح و مبسط ، مع الإحتفاظ على أمال وإنتظارات معتدلة. تعلم توقع وتحمل درجة معينة من السلوك المنحرف أو المضطرب. وضع روتين في المنزل و تحديد ساعات لتناول الوجبات،و الإستحمام والقيام بالأنشطة الأخرى.
1- الحفاظ على جو المنزل هادئ بقدر الإمكان. فدع كل فرد من أفراد الأسرة يتحدث عن نفسه و السماح له أن ينهي ما هو في صدد الحدث عنه.
2- لا "لقراءة الأفكار "والتعبير عن أفكار ومشاعر أحد أفراد العائلة نيابة عنه إذا لم يفصح هو نفسه عنها. السماح لكل فرد من أفراد الأسرة التواصل بطريقته الخاصة مع أفراد الأسرة الآخرين. لا تطلب تبليغ شئ ما لأحد أفراد أسرتك عن طريق فرد أخر قم بذلك بنفسك.
3- تجنب قدر المستطاع الإنغعال العاطفي الشديد مع قريبك المريض. إمنحهم فسحة وفضاء نفسي وفيزيائي (على سبيل المثال ، أترك لهم الحرية لتناول وجبتهم في غرفتهم أو معك) .
4- إذا كان لا بد من القيام بالثناء أو النقد قم بذلك بطريقة لطيفة ومقبولة. لا تحشر نفسك كثيرا فيما يدور في خلد قريبك من أفكار وتنتابه من مشاعر كأن تقول له " يبدو لي أنك غير راغب في الخروج ، كما يبدو لي أنك منزعجٌ " ودع لهم الإختيار حين يعبِرون عن حاجتهم للخلود إلى الراحة او حتى القيام بأشياء قد تبدو غير مفيدة أو غريبة بعض الشئ ولكن ليست مؤذية لأحد .
5- حاول الإعتياد على شئ من "عدم الإكتراث الإيجابي " و تخفيف التركيز على التفاصيل وجزئيات سلوك الشخص المريض .
6- ضع حدود على تصرفاتهم العدائية أو الغريبة. غالبا ما تنخفض حدة السلوك المنحرف أو الكلام الهذياني إذا ما تم التكلم عنه بطريقة غير إنفعالية ، ولكن هذا الشئ غير مناسبُ. إذا كان لدى المريض أفكار هذيانية إضطهادية أو دينية متشددة (كأن يشعرون أن هناك أشخاص يسعون لإلحاق الأذى بهم) لا تحاول جدالهم في ذلك. بل يمكنك أن تتعاطف معهم فقط ، كأن تقول لهم " إن ذلك مزعجا حقا ".
7- يجب أن تكون واضحا جدا وحازما بعض الشئ ولكن بهدوء فيما يخص العواقب في حال استمرار السلوك المضطرب أو العدواني .
8- حاول تقديم المساعدة عن طريق التحفيز والمواظبة على العلاج.
9- التعرف على العلامات الدالة على حدوث تحسن والقدرة على المزيد من الإستقلالية أو الحاجة إلى مزيد من المساعدة إذا حصل تدهور في الحالة الصحية. يمكن الإتصال بالطبيب وطلب الإستشارة. تقديم التحفيز دون ضغوط وكثرة الإلحاح.
10- إن القيام بالزيارات و النزهات والرياضة و الأنشطة الإبداعية وما إلى ذلك ، شئ مستحسن إذا كان الشخص المريض لديه الرغبة للقيام بذلك ويمكنه التصرف بشكل مقبول.
ويمكن مساعدة العائلات على التعرف على المراكز و البرامج المجتمعية المتاحة.
11- يجب الإعتناء بنفسك : يجب على الأسر التي لديها أفراد مرضى أن يعتنوا بأنفسهم ، و مشاركة الآخرين إحباطاتهم ومعاناتهم . الإنضمام إلى مجموعات الدعم في حال توفرها . القيام بالأنشطة الخاصة الممتعة لك في المنزل وخارجه ، الرفع من وتيرة القاءات الإجتماعية مع الآخرين ، تأكد أن جميع أفراد الأسرة قد تم تلبية و الإنصات إلى إحتياجات ، وليس فقط الشخص المريض.
12- تذكر : إن المستقبل لا يمكن التنبؤ به ، لذلك يجب عليك البقاء مع الحاضر ، تخفض التوقعات فيما يخص الحصول على تحسن وشفاء سريعين. تخفيف الضغط على المريض للقيام بالإنجاز. تعديل كل الإنتظارات والآمال الغير واقعية وتحقيق توازن معقول بين الواقعية والأمل.
13- و أخيرا لا يجب نسيان أن المواظبة على العلاج والمثابرة على المواعيد و الإستشارات الطبية أساسية في تجنب الإنتكاسة.
د : تيسير بن خضراء
فـــاس في 12/03/2013
